عائلة "ابسيس الرامينية".. بين فقدان المنزل
والمؤبدات لزيد والتنكيل بأحمد
نابلس : خاص
الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد في هذا العالم الباقي تحت نير أحقر وأشرس احتلال 000 ولكن المتتبع للأحداث بات يعرف حقيقة هذا الشعب 000فتراه صامدا صابرا قابضا على دينه وأرضه متطلعا للحرية والخلاص من الاحتلال البغيض ، فما أن تنتهي معاناة حتى تأتي أخرى ، رغم مرارة الألم والعذاب الذي يتجرعه الفلسطيني تحت حكم الاحتلال الإرهابي الصهيوني .. فالفلسطيني ماض إلى حريته واستقلاله 000فالحديث عن قصص العائلات الفلسطينية كثيرة لا تنتهي مع الاحتلال فما أن يندمل جرح عائلة حتى ينفجر آخر00!
ومن بين هذه قصص المؤلمة قصة لعائلة "إبراهيم ابسيس" من قرية "رامين" إلى الشرق من طولكرم واحدة من تلك العائلات التي فقدت البيت الذي نشأ فيه بنوها وترعرعوا على حب "الأرض الرامينية" التي مازالت تتوق لخطى "زيد" "واحمد".
فبين /9/ أبناء منهم ستة من الذكور نشأ "زيد" والتحق بجامعة النجاح الوطنية حيث نشط فيها في صفوف الجماعة الإسلامية "الذراع الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي" ليصبح عضوا في "مجلس الطلبة" الذي قدم رئيسه وثلاثة من أعضائه شهداء في انتفاضة الأقصى سرعان ما صار زيد مطاردا من قوى الاحتلال الصهيوني بدعوى نشاطه في "سرايا القدس" ومسؤوليته عن عدة عمليات قبل أن يعتقل ويصدر الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، إضافة إلى /55/عاما أخرى، يقول شقيقه عدنان :" منذ عامين ونصف العام يقبع زيد في سجون الاحتلال، وقد صدر عليه حكم قاس بالسجن اتبعته قوات الاحتلال بهدم البيت الذي كان يؤوي العائلة".
معاناة "آل ابسيس" لم تقتصر على الجراح التي تعانيها منذ اعتقال زيد وهدم منزل العائلة بل أضيف لها معاناة أخرى تمثلت باعتقال الابن الثاني"أحمد"، يقول شقيقه عدنان :" بتاريخ 18/1/2004 نصبت وحدة من القوات الخاصة الصهيونية كمينا "أحمد" في منطقة "رفيديا" بنابلس حيث تم اعتقاله والتنكيل به بصورة مؤلمة من قبل الجنود الصهاينة الذين اعتقلوه.
أحمد "24" عاما كان يعمل في الارتباط العسكري الفلسطيني قبل أن يلتحق بصفوف المقاومة الفلسطينية ويبدأ مشوار المطاردة مع قوات الاحتلال يقول شقيقه :" معاناتنا مع اعتقال "أحمد "كانت أشد منها مع زيد، فظروف اعتقال "احمد" كانت مفاجئة، إضافة إلى الجانب الإنساني المؤثر في حكايته فقد رزق الأسير أحمد بمولوده الأول "عبد الرحمن" قبل أيام قليلة من اعتقاله وقد سجن دون أن يتمكن من رؤية مولوده".
وحول ظروف اعتقال "أحمد "يقول المحامي صهيب البدوي مدير مكتب جمعية أنصار السجين بطولكرم:" لم نكن نعلم عن معاناة "أحمد "عند اعتقاله غير القليل، فمنذ أن اختطفته القوات الصهيونية الخاصة من نابلس تم منع المحامين من زيارته والإطلاع على أحواله، و نحن كجمعية متابعة لأحوال الأسرى بقينا نسعى للحصول على أي معلومات تعرفنا بوضعه الصحي والنفسي داخل السجن لكن كل ما تلقيناه من معلومات كانت انه يخضع للتحقيق في سجن "بتيح تكفا" الذي يوصف الآن بأنه (مسلخ) يلاقي فيه الأسرى الفلسطينيون ألوانا شتى من العذاب والتنكيل.
وأضاف المحامي صهيب البدوي بالاستثناء إلى شهادة محامي الجمعية، الذي تمكن من زيارة أحمد ابسيس في مركز التحقيق بعد عناء شديد:" لقد اطلعنا من خلال زيارة محاميه على أوضاع احتجازه القاسية حيث يعامل بوحشية شديدة من قبل المحققين وطواقم السجن الذين مارسوا علية أغرب وأقسى أشكال التعذيب
ويواصل البدوي حديثه قائلا:" لا أتحدث عن الشبح والتهديد والتنكيل لأن المحققين استخدموا في حق السجين أسلوب نتف شعر الرأس والوجه والذقن دون اكتراث للدماء التي تسيل من وجهه هذا عدا عن إطفاء السجائر في جسده ناهيك عن الضرب المبرح بعنف ووحشية على مناطق مختلفة وحساسة في جسمه وغيرها من أساليب الضغط الجسدي والنفسي والتحقير"، كما ويتحدث البدوي عن مشكلة إضافية تزيد من معاناة الأسير أحمد ابسيس وآلامه إذ انه يعاني قصر النظر بدرجة كبيرة وهو لذلك يحتاج إلى النظارة الطبية التي فقدها عند اعتقاله دون أن تقدم له إدارة مركز التحقيق بديلا مما تركه يعاني ضعف الرؤية وهو ما يخشى البدوي من استخدامه للتغرير بالأسير وتوقيعه على إفادات كاذبة لعدم قدرته على قراءتها بسبب ضعف البصر.
