الشهيد القسامي مصعب محمد خميس جمعة
بطل المهمات الصعبة ورجل المصحف والبندقية
مصعب محمد خميس جمعة ، أيها الجندي المجهول في كل الميادين ، مصعب رجل المهمات الصعبة ، ورمز الاقتحام والمواجهة ، عزاؤنا فيك أنك قتلت ولا تزال حيا عند مليك مقتدر في أرواح طير خضر ، مصعب لم ترحل عنا فأنت في القلوب وفي المقل ، فلقد رحلت وقد رزقك الله الشهادة كما تمنيت في أرض المعركة مقبلاً غير مدبرا .
هنيئاً لكم يا أبناء القسام ، يا قادة الثأر والانتقام للمظلومين والمحرومين من أبناء شعبنا المجاهد ، حقاً فمن أكفكم تبزغ خيوط الفجر ، ومن حبات عقولكم تتفتح براعم النصر ، ومن بحر دمائكم تنسج وشاحات الصباح الزاهر ، ومن جباهكم تسطع شمس الحرية .
فهنئياً لك يا مصعب القسام والانتقام ، هنيئاً لكم يا سادتنا ، يا شهداء القسام ، يا رجالات المقاومة والاقتحام فلا ندري أنتألم حزناً لفراقكم ، أم نبكي دماً على رحيلكم ، أم نبتسم فرحاً لأنكم نلتم شهادة العزة والكرامة.
مولد نشأة إسلامية وتربية قسامية:
كانت الجمهورية الليبية وفي العام 1984 م ، على موعد مع بزوغ فجر جديد له، يوم ميلاد رجل من رجالات فلسطين الذين أراد الله له حمل هم وطنه ودعوته على كاهله، يسير في ذلك على الأشواك بخطى الواثق بنصر ربه بغير يأس ولا قنوط ، قلما تلد أرحام النساء مثله .
ولد الشهيد مصعب محمد خميس فريجة جمعة في كنف أسرة محافظة، عرفت بتدينها وأخلاقها الأصيلة، فتربى التربية الإسلامية الصالحة ، فنما وترعرع على كتاب الله وسنه رسوله الكريم في أسرة مؤمنة مجاهدة ملتزمة بشرع الله ، تميز شهيدنا بسمو الأخلاق ورفعتها ، فكان نعم الشاب المهذب الخلوق الهادئ ، لقد عاش حياته كلها حياة كريمة مباركة مليئة بالسعادة والسرور ، ليعود شهيدنا إلى أرض الوطن الغالي أوائل العام 1994م مع عائلته حيث يقطن في شمال محافظة غزة بجباليا البلد.
تعليمه ودراسته :
تلقى شهيدنا القسامي مراحله التعليمية متنقلاً بين أحضان الدول العربية ، ليدرس المرحلة الابتدائية في الجمهورية الليبية ، ليعود مع عائلته إلى أرض الوطن الحبيب ليواصل مسيره التعليمي ويتلقى تعليمه الإعدادي بمدرسة أسامة بن زيد الإعدادية في جباليا ، ومن ثم ليواصل شهيدنا تعليمه الثانوي ليدرس في مدرسة عثمان بن عفان ، لينتقل للتعليم الأكاديمي ليدرس في كلية فلسطين للتمريض ، ولم يختم شهيدنا دراسته حيث كان آخر فصل دراسي له في كليته ، ليحصل على شهادة عظيمة هي شهادة الآخرة بدلاً من شهادة الدنيا .
صفات ومميزات شاب خلوق
الطاعة والصبر والثبات صفات تميز بها شهيدنا رحمه الله ، كانت الابتسامة لاتفارق وجهه الحسن ، اجتهد مصعب بدراسته ، فأصبح محبوباً بين الناس يحب الصغير ويحترم الكبير ،متفوقاً بدراسته ،فيحصل على أعلى الدرجات ، وليحافظ شهيدنا على صلاته وعبادته في المسجد ، وليواضب على تأدية النوافل لا سيما صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع ، ليصبح شهيدنا من الصوامين القوامين العابدين الزاهدين ، فتميز بحبه الشديد وحرصه على مصلحة الإسلام والمسلمين ، فيسابق في عمل الخيرات ، قلبه مفعم بالحيوية والنشاط ، مما دفعه لمزيد من العطاء والتضحية تجاه طريق العمل الإسلامي .
مصعب ابناً لحركة الإسلامية
وبعد أن انخرط مصعب بين الشباب المسلم حتى أصبح واحداً منهم ، ومن ثم ليصبح ابناً للحركة الإسلامية " حركة المقاومة الإسلامية حماس " ليقوم بدوره الريادي هناك لينشط في مجال العمل الدعوي وليشارك أبناء منطقته بذلك ليصبح مسئولاً وأميراً للجنة الدعوية بمسجد خالد بن الوليد ، وليضع لمساته في الجهاز الأمني التابع لحركة المقاومة الإسلامية حماس ويشارك بالمسيرات الحاشدة التي كانت تقيمها حركة حماس داخل المنطقة الشمالية ، هذا بالإضافة للمشاركة في المناسبات والمهرجانات التي كانت تقيمها الحركة على مستوى المنطقة ، كما أنه أسس الكتلة الإسلامية بكلية فلسطين للتمريض وتولى رئاستها مند عام 2001 وحتى تاريخ استشهاده.
جندي من جنود القسام
عزم شهيدنا على المضي قدماً نحو هدفه المنشود ليضحي بوقته وجهده وماله في سبيل الله ، فعزم على الالتحاق بصفوف القسام فكان له النصيب أن يكون أحد جنود القسام وذلك في أوائل العام 2002م ، بعد أن أوكلت له مهمة الرصد والاستطلاع ، هذا بالإضافة إلى مشاركة إخوانه بالرباط على شرفات الطرق والتصدي لقوات الاحتلال الصهيوني الغاشمة التي كانت تجتاح وتقتحم مخيماتنا ، إلى أن أصبح يشارك في عمليات الرباط داخل المخيم وعلى شرفات بلدة جباليا البلد ، وشارك أيضاً في العديد من إطلاق صورايخ القسام على مستوطنات العدو الصهيوني في شمال قطاع غزة .
نحو الهدف .. وأكثر ما كان يتمنى
في الثلاثين من سبتمبر لعام 2004 في الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال تجتاح شمال القطاع وتحديداً مخيم جباليا القسام ، هذا المخيم العصي على الانكسار انطلق الاستشهادي مصعب فريجة جمعة مع رفيق دربه القسامي حسام عمر غبن صباح نحو هدفه المنشود تحرسهم رعاية الرحمن تجاه مغتصبة نيسانيت الجاثمة على أراضي المواطنين شمال القطاع.
ويشتد لهيب القسام على العدو... والشهادة
و ليقتحم شهيدنا الحصون ويدك العدو في عقر داره ليشتبك مع قوات الاحتلال المتواجدة هناك ويفجر عبوته وقنابله ويفتح رشاشه تجاه أعداء الله المغتصبين ليوقع أكبر خسائر في صفوف جيش العدو ، ويستشهد مصعب في اشتباك مسلح استمر لعدة ساعات وهو مقبلاً على الله غير مدبر في عملية قسامية نوعية ويعترف العدو الصهيوني بمقتل ثلاثة جنود على الأقل وإصابة العديد منهم معظم إصاباتهم خطيرة ، ويرتقى مصعب ورفيقه للعلا حيث الحور العين وجنات النعيم برفقة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، راحلاً عنا وهو يقول : " النور ملء عيوني .. والحور ملء يميني.