الشهيد القسامي المجاهد/ علي جمعة أحمد جمعة "أبو معاذ "
سألحق بأخي بعد قليل
في يوم 18/2/1982 كانت بلدة جباليا على موعد مع ميلاد بطل جديد ورحل من رجالات فلسطين ففي هذا اليوم المبارك ولد شهيدنا المجاهد القسامي علي جمعة أحمد جمعة، عاش علي في بيت صغير فقير كباقي بيوت البلدة وكان ترتيبه الرابع بين إخوته.
رضع منذ صغره لبن العزة والكرامة فنمى وكبر على حب الجهاد وعشق الشهادة, درس شهيدنا المرحلة الابتدائية في مدرسة الرافعي في البلدة وأنهى دراسته الابتدائية, ثم درس سنة واحدة في مدرسة أسامة ابن زيد الإعدادية, وانقطع عن التعليم بسبب ظروف المعيشة الصعبة.
لمحة من حياته
عمل شهيدنا في كل عمل يستطيع من هو في سنه القيام به وساعد والده في إعالة أسرته, وكان مطيعا لأمه محبا لها بار بها حنونا عليها، كان شهيدنا محبوبا بين أهله وجيرانه فكان يساعد كل من يحتاج للمساعدة فهو منذ صغره ملتزما بتعاليم الدين الحنيف ومن خيرة الأطفال في منطقته.
فكان يحث جيرانه وإخوانه على الصلاة, وكان محبا للجهاد فشارك بقية الأطفال برشق اليهود بالحجارة الأمر الذي أدى إلى إصابته في إحدى المواجهات في منطقة المنطار, فلم تثنه الإصابة عن مواصلة الدرب بلا زادت في قلبه الإصرار على الثأر والانتقام من عدوه.. كبر شهيدنا المجاهد وتزوج وأنجب 3أطفال ولدان (معاذ وحذيفة) وطفلة واحدة (صباح).
في صفوف الحماس
ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى الثانية التزم شهيدنا في حركة المقاومة الإسلامية حماس فنهل من منبعها الصافي معاني عظيمة وتربى على موائد القرآن ومن ثم انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين وبعد انضمامه انهالت رسائله على إخوانه قادة المجاهدين يطلب منهم أن يصبح جنديا في كتائب القسام يقاتل المحتل وفي عام 2005 بعد أن رأى إخوانه إلحاحه وإصراره وافقوا على انضمامه إلى كتائب القسام.
لم يشغله انضمامه في صفوف القسام عن بر والديه وإعالة أسرته , فانضم إلى القوة التنفيذية وشارك مع إخوانه في عملية تطهير غزة من الذين لاحقوا المجاهدين, فأصيب في موقع الإدارة المدنية شمال غزة وشارك في معظم النشاطات من مسيرات وندوات ولقاءات.
حياته الجهادية
كان شهيدنا جنديا في كتائب القسام لكنه لشدة نشاطه وتفانيه في عمله انتدبه إخوانه لدورة خاصة فاختير ليكون عضوا في الوحدة الخاصة في كتيبة جباليا البلد العسكرية, وواصل شهيدنا نشاطه وإبداعه وكان ذا همة عالية فاختاره إخوانه في وحدة المدفعية, فأصبح يدك المحتل بقذائف الهاون وصواريخ القسام, وفي الاجتياح الأخير لشرق جباليا قام شهيدنا بتفجير عبوة شواظ في دبابة صهيونية الأمر الذي أربك العدو وأخل حساباته, وقام بإطلاق قذيفتي r p g على منزل اعتلته قوات صهيونية خاصة.
وبعد سماعه بمجزرة الزيتون التي استشهد فيها 20 مجاهدا ثارت ثائرة (علي) فانطلق مع إخوانه ليطلق الصواريخ على أوكار العدو ولينتقم لإخوانه..
لحظات استشهاده
عندما سمع شهيدنا عن تقدم للقوات الخاصة شرق جباليا لم يستطع الجلوس في بيته، فحمل قاذف الهاون وسلاحه وانطلق مسرعا نحو أرض المعركة ،وسقط بالقرب منه الشهيد القسامي إيهاب البنا) فحمله مسرعا إلى مستشفى (كمال عدوان) في شمال القطاع وأدخله بنفسه ثلاجة الموتى وهو يصيح قائلا:" سألحق بك بعد قليل"
وبعد أقل من ساعة أوفى بوعده، فلقد قامت طائرة الاستطلاع الصهيونية برصده وهو يحاول إطلاق الهاون باتجاه القوات الخاصة فأطلقت صاروخها نحوه فأصابته مباشرة وسقط مضرجا بدمائه الطاهرة ليروى أرض فلسطين ولتصعد روحه إلى جنة ربه بإذن الله عز وجل...
رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته، وإنا على الدرب لسائرون بإذن الله